http://sub3.rofof.com/03gfyqx16/Ahb_Al-lh_Mn_Qlby.htmlمحبة الله أمر فطري داخل النفس البشرية، ولا بد لهذه النفسأن يكون لها إلهاً تعبده وتحبه، وتتذلل إليه، وتخضع له، وتستعين به، وتستغيث به،وتفزغ إليه، وتلوذ بجاهه إلى غير ذلك من العبادات القلبية، وبعد ذلك تأتي عواملأخرى تزيد من هذه المحبة وتقويها، وهذه الأسباب تأتي من المحبوب إلى محبيه.
ألاترى أنه إذا أحسن إليك إنسان تجد قلبك تعلق به، وأكن له من المحبة الشيء الكثير،ولله المثل الأعلى، هذا مع المخلوق، وربما أحسن إليك لأمر ما، أو لعله ينتظر منك أنتقدم له خدمة، أو تشفع له عند جهة معينة، أو غير ذلك من أسباب المنفعة الأخرى،ولكنه الله –جل جلاله- الذي أنعم عليك نعمه الظاهرة والباطنة "وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار".
من أنت قبل أن تكون؟ لم تكن شيئاً مذكوراً،فأوجدك الله من العدم، وخلقك من ماء مهين، ومنذ دبت فيك الروح ونعمه – سبحانه وتعالى- تلاحقك. من الذي أطعمك وأنت في بطن أمك؟!، من الذي حماك من الأذى، وأنت في بطن أمك؟، من الذي سوّاك بشراً وأنت في بطن أمك؟!
وعندما حانت ساعة قدومك إلىهذه الدنيا من الذي يسرَّ لك الخروج من بطن أمِّك؟ واسأل نفسك عن كل طور من أطوارحياتك من الذي هيأ لك السبل، ويسر لك الأشياء التي تساعدك في هذه الحياة؟ إنه الله – جل جلاله-؛ ألا يدعو ذلك لأن تحبه حبّاً يفوق كل شيء في الوجود! من الذي أنعمعليك بنعمة الإسلام، وغيرك كثير من الناس من يعبد الحجر والشجر والدواب والشمس والقمر؟ من الذي أرسل إليك رسولاً ليخرجك من الظلمات إلى النور؟ ولولا هذا الرسول لكنت فحماً في جهنم! من الذي أنعم عليك بنعمة المال والصحة، والعلم والجاه، والزوجةوالأولاد وغيرها كثير؟ من الذي سخر لك الأشياء، وهداك في ظلمات البحر والبر، وحفظك في طبقات الجو؟ إنه الله – جل جلاله-، ألم تفكر يوماً في نعمة البصر، وكم من أنسحرموا منها؟ ألم تقتر يومياً في نعمة السمع، ونعمة الكلام، ونعمة الكلام، ونعمةالهواء وغيرها؟ "وفي أنفسكم أفلا تبصرون".
أخي الحبيب: إننا نحب الله؛ لأنه خلقنا من العدم، وأسبغ علينا وافر النعم، هدانا الله من الضلالة وعلمنا من الجهالة،وكسانا من العري، وأطعمنا من الجوع، وروانا من الظمأ، وسقانا من العطش، وأغنانا منالفقر، وعفانا من المرض، ومن كل ما سألناه أعطانا، فلماذا لا نحبه ونلهج بذكره،ونعطر أفواهنا بالثناء عليه؟ فهو سبحانه أهلٌ للثناء والحمد، سبحانه وبحمده.
أخي: والله ثم والله، ثم والله، لو أن بحار الدنيا وأنهارها، ومحيطاتها،ووديانها مدادٌ، وكل ما عليها أقلام، وأردنا أن نحصي نعم الله علينا، لنفد المداد،وفنت الأقلام، وما جئنا على شيء مما نريد، وما سطرناه في ذات الله ما هو إلا جزء منقطرة ماء علقت في مخيط ألقي في اليم ثم رفع، والله إنه ليعجز قلمي عن تستطير مابداخلي، وكفاني ما ذكرت، فما ذكر كاف لمن أراد الرشاد والهداية، وقد قيل الظمآن يكفيه من الماء القليل..
كرستال الملكهـ